دعمَ اجتياح غزة وحرضَ على اغتيال خامنئي.. جون بولتون الذي وصفه ترامب بـ"الأحمق" يصبحُ "المَرجع" المُفضل للجزائر في دعم الطرح الانفصالي بالصحراء

 دعمَ اجتياح غزة وحرضَ على اغتيال خامنئي.. جون بولتون الذي وصفه ترامب بـ"الأحمق" يصبحُ "المَرجع" المُفضل للجزائر في دعم الطرح الانفصالي بالصحراء
الصحيفة – حمزة المتيوي
الأثنين 7 يوليوز 2025 - 17:07

لا يكاد يمر يومٌ دون أن يحضُر مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق، جون بولتون، عبر وسائل الإعلام الجزائرية، للحديث عن قضية الصحراء، إذ يستمر، دون مفاجأة، في دعم الطرح الانفصالي باعتباره أحد ممثلي "اللوبي الجزائري" في واشنطن، إلا أن المثير للانتباه أن ذلك يتم دون أي استحضارٍ لمواقفه الداعم للحرب الإسرائيلية على غزة أو ضرب إيران.

ما ينقله الإعلام الجزائري، وخصوصا الرسمي، على لسان بولتون، يُسوَّقُ على أنه معطيات من داخل مواقع صناعة القرار الأمريكية، وبالتالي فهو "دليل" على قُرب "انتصار" الطرح الانفصالي، وآخر نماذج ذلك "التلميح إلى إمكانية تغيير الرئيس ترامب موقفه من دعم مغربية الصحراء"، وهو "توقع" جرى نقلُه عن حوار أجراه بولتون مع صحيفة إل إنديبينديينتي" الإسبانية، وهي أيضا ذات خط تحريري مناوئ للرباط.

صحيفة "الشروق" الجزائرية مثلا، نشرت هذه التصريحات مُرفقة بتوصيف "بولتون" بأنه أحد "صقور الحزب الجمهوري"، وهي صِيَغٌ نجد مثيلاتها عبر وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية والتلفزيون العمومي وصحف أخرى مقربة من النظام مثل "النهار"، إذ يجري "تضخيم" تلك العبارات على الرغم من أنه على المستوى الرسمي لا يمكن العثور على ما يسندها.

وبولتون، كان بالفعل مستشارا للأمن القومي الأمريكي في عُهدة ترامب الأولى، وذلك خلال الفترة ما بين أبريل 2018 وشتنبر 2019، وقبل ذلك كان سفيرا لأمريكا لدى الأمم المتحدة ما بين غشت 2005 ودجنبر 2006، إلا أنه الآن بعيد عن دوائر صناعة القرار سواء داخل البيت الأبيض أو الكونغرس، والثابت أيضا أنه على خصومة علنية بترامب.

وكانت من بين أولى قرارات ترامب عند عودته إلى البيت الأبيض في يناير الماضي، سحب عناصر الخدمة السرية الذين كانوا مكلفين بحماية بولتون، وأعلن ذلك من خلال تصريحات وصف فيها مستشاره السابق للأمن القومي بأنه "أحمق وغبي"، وقال إنه قرر أيضا إلغاء التصاريح الأمنية الخاصة به، بناء على أمر تنفيذي يتهمه بـ"الكشف عن معلومات حساسة".

هذه المعطيات لا تجد طريقها إلى الإعلام الجزائري، عند استضافة جون بولتون أو عند نَقل أي تصريح عنه، كما لا "يتسلل" إلى تلك المنابر أي من مواقفه الداعمة للحرب الإسرائيلية على غزة التي قتلت عشرات الآلاف من المدنيين، وتلك مئات الآلاف بلا مأوى وعرضة للمجاعة والأمراض، كما لا يجري نقل أي تصريحات له بخصوص الضربة الإسرائيلية الأمريكية الأخيرة ضد إيران.

وبولتون الذي وصفه ترامب نفسه بأنه "مُحرض على الحرب"، كرر مرارا دعمه لما تفعله إسرائيل في غزة، رافضا وصفها بأنها "حرب إبادة"، كما يجتهد في تبرير عدم إنهائها، ففي أكتوبر 2024 مثلا، وبعد الإعلان عن مقتل قائد حركة "حماس" في رفح، يحيى السنوار، اعتبر ذلك دليلا يُبرر قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اقتحام القطاع، الذي كان الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن يعارضه.

بولتون، المعارض الصريح لحل الدولتين، ولإقامة الدولة الفلسطينية بأي طريقة، هو أيضا الذي شرع في فبراير الماضي في الترويج لحل "الدول الثلاث"، كما أسماه، والذي يهدف إلى تقسيم الأراضي الفلسطينية، بين تلك التي تقوم عليها الدولة الإسرائيلية، والتي ستشمل جزءا من الضفة الغربية، وتلك التي سيجري ضمها إلى الأردن، وهي ما تبقى من الضفة، وأخيرا قطاع غزة الذي سيُضاف إلى الحدود المصرية.

وكان بولتون أحد أبرز الداعمين لضرب المفاعلات النووية الإيرانية، منذ عهد الرئيس السابق جو بايدن، لكن المثير للانتباه أكثر هو كونه أحد المساندين لفكرة اغتيال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، وأور ذلك في مقال بعنوان "من قتل هنية بوسعه اغتيال خامنئي"، نشرته صحيفة "الإندبندنت" البريطانية في 26 غشت 2024.

وجاء في المقال نصا، وفق ما نشرته الصحيفة في نسختها العربية، "على آية الله خامنئي زيادة حمايته الأمنية، فمن اغتال زعيم "حماس" إسماعيل هنية في مجمع يُفترض أنه آمن في العاصمة الإيرانية التي يفترض أنها آمنة، إنما بعث برسالة لا لبس فيها إلى خامنئي ومواطني إيران ووكلائها الإرهابيين والعالم بأسره: لا أحد بمأمن في إيران، لا المرشد الأعلى ولا قاسم سليماني ولا حتى أدنى مقاتل في قوات الباسيج".

مثل هذه المواقف والتصريحات لا تجد لها أي موطئ قدم في وسائل الإعلام الجزائرية، التي تحاول رسم مشهد مناقض للتطورات الدولية والإقليمية بخصوص ملف الصحراء، مثلما لا تنشر أيضا العديد من المواقف الرسمية الداعمة للسيادة المغربية على المنطقة، على غرار دعوة ترامب، التي نشرتها وزارة الخارجية الأمريكية في أبريل الماضي، لطرفي النزاع، من أجل "الدخول في مناقشات دون تأخير، باستخدام مقترح الحكم الذاتي المغربي كإطار وحيد للتفاوض على حل مقبول للطرفين".

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

القفطان.. وأزمة الهوية عند الجزائريين

طُويت معركة أخرى أرادت الجزائر أن تخوضها ضد المغرب، وهذه المرة ليس في مجلس الأمن بخصوص قضية الصحراء، بل داخل أروقة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، التي تعقد ...

استطلاع رأي

مع قُرب انطلاق نهائيات كأس إفريقيا للأمم "المغرب2025".. من تتوقع أن يفوز باللقب من منتخبات شمال إفريقيا؟

Loading...